ذكر بعض مناقبه، وصبره في محنته، وثناء الناس عليه، وبعض كراماته، وبراءة الصحابة من دمه.
فأما مناقبه: فقد كان زاهدا في مأكله يصنع للناس طعام الأمراء، ثم هو يأكل طعام الفقراء، متورعا في أمر رعيته يحمد اللَّه أن لا يهتك ستر مسلم على يديه، يضرب به المثل في الجود بماله على الجهاد في سبيل اللَّه، حيث جهّز جيش العسرة، وكان بارا بامه كما أخبرت عائشة رضي اللَّه عنها، يتنازل بدَيْنِه لأصحاب المروؤات، ويختار لعطاءاته أجود الأعطيات.
وأما صبره في محنته: فقد علم أنه مقتول ولذلك أخبر بذلك ابن عمة علي بن أبي طالب، وفضّل الموت في سبيل اللَّه على مواجهة أولئك الأغمار، خوفا على المسلمين من الفتنة بسببه، فاختار الإفطار مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على الانتصار عليهم.
وأما ثناء الناس عليه: فقد كان مضرب المثل في حب قريش له، حتى كانت المرأة منهم تشبه حبها لابنها بحب قريش له، وحسبك بحب أم لابنها.
وأما كراماته: فقد وردت بعضها في هذه الآثار، حيث ظهرت آيات اللَّه في عامة الذين قتلوه، أو ظاهروا عليه، فمنهم من أصابته الأكلة، ومنهم من أصابه الجنون، ومنهم من يبست يده، وعمي بصره، ومنهم من كشفت عورته، وقطعت يده.
وأما براءة الصحابة من دمه: فمن شدّة استنكارهم لذلك تورعوا حتى من الكلام الذي يكون حجة لمن فعل فعلته المنكرة هذه، كما قال