للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو بكرة، وهكذا أم المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها تمنت أن تكون نسيا منسيا، وأنها ما أحبت أن ينتهك منه شيء إلا انتهك منها، حتى الموت لو أحبته له لقتلت، ودعت رضي اللَّه عنها على قتلته فأصابتهم جميعا دعوتها، وكان علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- يتغير وجهه إذا تكلم فيه، وذكر أنه على الأثر الذي كان عليه، قال شيخ الإسلام: "خيار المسلمين لم يدخل واحد منهم في دم عثمان، لا قتل، ولا أمر بقتله، وإنما قتله طائفة من المفسدين في الأرض، من أوباش القبائل، وأهل الفتن، وكان علي -رضي اللَّه عنه- يحلف دائما، إني ما قتلت عثمان، ولا مالأت على قتله، ويقول: اللهم العن قتلة عثمان، في البر، والبحر، والسهل، والجبل، وغاية ما يقال: إنهم لم ينصروه حق النصرة، وأنه حصل نوع من الفتور والخذلان، حتى تمكن أولئك المفسدون، ولهم في ذلك تأويلات، وما كانوا يظنون أن الأمر يبلع إلى ما بلغ، ولو علموا ذلك لسدوا الذريعة، وحسموا مادة الفتنة" (١).

وفضائل عثمان -رضي اللَّه عنه- كثيرة جدا، ولهذا أجمع الصحابة على تقديمه في الخلافة بعد عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-، ولم يخالف في تفضيل عثمان إلا بعض علماء أهل الكوفة قديما، فضلوا عليا عليه، وتوقف بعض أهل المدينة في المسألة، ثم استقر مذهب أهل السنة على هذا الترتيب، في الفضل، وهذا الذي: "كان عليه الصحابة على عهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، من تفضيل أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، وقد روي أن ذلك كان يبلغ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فلا ينكره، وحينئذ


(١) منهاج السنة (٤/ ٣٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>