للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالْإِكْرَامِ (٢٧)} (١)، فسأل اللَّه بذاك الوجه الباقي الكريم"، فعلم أن هذا مبني على استدلال وعقيدة في هذه الأسماء والصفات واللَّه أعلم.

وأما التوسل بدعاء بعض الصالحين: ففيه الأثر المشهور في استسقاء عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- بعم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- العباس -رضي اللَّه عنه-، وهو النوع الثالث من أنواع التوسل المشروع، بطلب الدعاء ممن يتوسم فيه الصلاح والخير، ورجاء استجابة الدعوة، ولا شك أن الذي يقف على التوسل الذي كان شائعا بين هذه القرون المفضلة لا يجد توسلا بذوات الصالحين، والإقسام على اللَّه بهم، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، وإنما هذا التوسل المعروف عنهم بأقسامه الثلاثة، وقد استقرأ ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: "التوسل به بمعنى الإقسام على اللَّه بذاته، والسؤال بذاته، فهذا هو الذي لم تكن الصحابة يفعلونه، في الاستسقاء ونحوه، ولا في حياته، ولا بعد مماته، ولا عند قبره، ولا يعرف هذا في شيء من الأدعية المشهورة بينهم، وإنما ينقل شيء من ذلك في أحاديث ضعيفة مرفوعة وموقوفة، أو عن من ليس قوله حجة" (٢).


(١) سورة الرحمن، آية: ٢٧.
(٢) مجموع الفتاوى (١/ ٢٠٢)، وانظر: التوصل إلى حقيقة التوسل (٢٣ - ١٧٧)، والتوسل أنواعه وأحكامه (٣١ - ٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>