للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تضره الذنوب، ولا تنقصه المغفرة، اغفر لي ما لا يضرك، وأعطني ما لا ينقصك، إنك أنت الوهاب، أسألك فرجا قريبا، وصبرا جميلا، ورزقا واسعا، والعافية من جميع البلاء، وشكر العافية" (١).

٩٣٨ - نا إسحاق بن إسماعيل قال: نا أبو أسامة، عن مسعر، عن معن، عن عون بن عبد اللَّه قال: "بينا رجل في بستان، بمصر في فتنة ابن الزبير مكتئبا، معه شيء ينكت به في الأرض، إذ رفع رأسه، فسنح له صاحب مسحاة، فقال له: يا هذا ما لي أراك مكتئبا حزينا؟ قال: فكأنه ازدراه، فقال: لا شيء، فقال صاحب المسحاة: ألِلدُّنيا؟ فإن الدنيا عَرَضٌ حاضر يأكل منها البَّرُّ والفاجر، والآخرة أَجَلٌ صادقٌ يحكم فيها ملك قادر يفصل بين الحق والباطل، حتى ذكر أن لها مفاصل كمفاصل اللحم (٢)، من أخطأ شيئا أخطأ الحق، فلما سمع ذلك منه كأنه أعجبه، قال: فقال: لِمَا فيه المسلمون، قال: فإن اللَّه سينجِّيك بشفقتك على المسلمين، وسَل فمن ذا الذي سأل اللَّه فلم يعطه، ودعاه فلم يجبه، وتوكَّلَ عليه فلم يكفه، أو وَثِقَ به فلم ينجه؟ قال: فَعَلِقتُ الدُّعَاءَ: "اللهم سَلِّمنِي وسَلِّم مني، فَتَجَلَّت الفتنة ولم تصب منه أحد" (٣).


(١) إسناده فيه ابني الفضل بن الربيع لم أقف لهما على ترجمة، الفرج بعد الشدة (٩٩ - ١٠١) رقم (٧٤)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٣/ ٤١)، وكذا ابن الجوزي في المنتظم (٨/ ١٠٦)، وفي صفة الصفوة (٢/ ١٧١).
(٢) لعله من قولهم: أصاب المحك إذا قطعه من المفصل.
(٣) إسناده صحيح، ومعن هو ابن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود الهذلي المسعودي =

<<  <  ج: ص:  >  >>