للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما يقول، وأما أنا فسمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر اللَّه ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك"، فقال عبد اللَّه: أجل، ويبعث اللَّه ريحا ريحها ريح المسك، ومسها مسُّ الحرير، فلا تترك أحدا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس، فعليهم تقوم الساعة، فعلى هذا فالمراد بقوله في حديث عقبة: "حتى تأتيهم الساعة" ساعتهم هم، وهي وقت موتهم بهبوب الريح واللَّه أعلم" (١)، ووجه إطلاق الساعة على هبوب الريح: "لأن ما قارب الشيء يعطى حكمه، فهذا الوقت لقربه من القيامة يطلق عليه القيامة" (٢).

وليس المراد استقصاء أشراط الساعة وذكر تفاصيلها هنا فإن لذلك كتبا مستقلة، وهي كثيرة جدا سواء منها ما صُنِّف على أنه من الأشراط الصغرى أو الكبرى، قال صديق حسن خان بعدما انتهى من ذكر الأشراط الصغرى: "هذه قطرة من بحار أشراط الساعة ذات الفتن والأهوال، وذرة من وادي علاماتها وأماراتها التي وردت بها الأخبار والآثار والأقوال ثم عقد بابا في الفتن العظام والمحن التي تعقبها الساعة وقال: "وهي كثيرة جدا أيضًا" (٣).


(١) فتح الباري (١٣/ ٧٧)، وانظر: التذكرة للقرطبي (٧٩٨)، وشرح مسلم للنووي (٢/ ١٣٢)، لوامع الأنوار (٢/ ١٥٢ - ١٥٣).
(٢) الإشاعة (١٨٠)، ومثله النووي في شرح مسلم (٢/ ١٣٢).
(٣) الإذاعة (٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>