للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكافر: من بعثنا من مرقدنا، ويقول المؤمن: هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون، وأثر الأوزاعي المشهور في الطير التي كانوا يرونها وتفسيرها بأنها أرواح آل فرعون تعذب إلى قيام الساعة ويوم تقوم الساعة يدخلون أشد العذاب (١)، والقول باستمرارية عذاب القبر ودوامه لا يلزم منه عدم انقطاعه مطلقا بل هو أنواع كما قال ابن القيم: "قوله عذاب القبر دائم أم منقطع؟ جوابها أنه نوعان:

نوع دائم: سوى ما ورد في بعض الأحاديث أنه يخفف عنهم ما بين النفختين، فإذا قاموا من قبورهم قالوا: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا.

النوع الثاني إلى مدة ثم ينقطع: وهو عذاب بعض العصاة، الذين خفت جرائمهم، فيعذب بحسب جرمه، ثم يخفف عنه كما يعذب في النار مدة ثم يزول عنه العذاب، وقد ينقطع عنه العذاب بدعاء، أو صدقة، أو استغفار، أو ثواب حج، أو قراءة تصل إليه من بعض أقاربه أو غيرهم، وهذا كما يشفع الشافع في المعذب في الدنيا فيخلص من العذاب بشفاعته" (٢).


(١) وهذا التفسير وإن كان يحتاج إلى توقيف من حيث هذه الكيفية، إلا أن المراد هو فهم السلف لهذه الآية على استمرارية عذاب القبر على آل فرعون، انظر إثبات عذاب القبر للبيهقي (١٢٩ - ١٣٠)، واعتقاد أئمة الحديث (٦٩).
(٢) الروح (٨٩ - ٩٠)، وشرح العقيدة الطحاوية (٣٩٦)، العاقبة في ذكر الموت (٢٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>