وخلاصة أدلة هذه الأقوال ما قاله ابن حجر رحمه اللَّه، فأما عما ذهب إليه ابن حزم فقال:"هذا الذي ذكره من كون الثنتين أربعا ليس بواضح، بل هما نفختان فقط، ووقع التغاير في كل واحدة منهما باعتبار من يستمعها؛
فالأولى: يموت بها كل من كان حيا، ويغشى على من لم يمت ممن استثنى اللَّه.
والثانية: يعيش بها من مات، ويفيق بها من غشي عليه واللَّه أعلم".
وأما عن قول من جعلها ثلاث نفخات فقال رحمه اللَّه:"وجدت مستند ابن العربي في حديث الصور الطويل، فقال فيه: "ثم ينفخ في الصور ثلاث نفخات نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة القيام لرب العالمين" أخرجه الطبري هكذا مختصرا، وقد ذكرت أن سنده ضعيف ومضطرب"(١).
ثم شرع رحمه اللَّه يذكر الأدلة الصحيحة الصريحة في أنها نفختان فقال:"وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عبد اللَّه بن عمرو أنهما نفختان، ولفظه في أثناء حديث مرفوع: "ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا، ورفع ليتا، ثم يرسل اللَّه مطرا كأنه الطل، فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون. . . وفي كل