للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتخبره بأنه ازداد حسنه أضعافا بعد شربه، كل ذلك في كؤوس ببياض الفضة، وصفاء الزجاج، شرابا طهورا معينا لا أذى فيه ولا غول، يشربه بعضهم صرفا خالصا، وبعضهم يمزج له بالتسنيم، قال ابن القيم: "أخبر سبحانه عن العين التي يشرب بها المقربون صرفا، أن شراب الأبرار يمزج منها؛ لأن أولئك أخلصوا الأعمال كلها للَّه، فأخلص شرابهم، وهؤلاء مزجوا (١) فمزج شرابهم" (٢)، وقد ذكر نصوصا كثيرة تتعلق بشراب وأكل أهل الجنة، في باب مفرد من كتابه حادي الأرواح هو باب طعام أهل الجنة وشرابهم ومصرفه، ثم قال: "تضمنت هذه النصوص أن لهم فيها الخبز، واللحم، والفاكهة، والحلوى، وأنواع الأشربة، من الماء، واللبن، والخمر، وليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء، وأما المسميات فبينها من التفاوت ما لا يعلمه البشر" (٣).

وكذا أكلهم وطعامهم منه الفاكهة كالرمان حبتها يأكل منها النفر الكثير، ومنها الأترجّة، يأكل منها منها ما اشتهى ثم ينقلب أي لون آخر اشتهاه، ومنه الموز وهو الطلح المنضود، ومنه الطعام الذي يوضع في آنية الذهب يقوم الخدم بتقديمه في يد كل واحد صنف ليس في يد الآخر، في نعيم وبهجة وسرور ورضا ربٍّ رحيم غفور.


(١) قصده مزجوها بالمباح، كما نص عليه في طريق الهجرتين (٣٠١).
(٢) حادي الأرواح (١٢٦)، وانظر التذكرة للقرطبي (٥٧٨).
(٣) حادي الأرواح (١٣١)، بل إنه رحمه اللَّه ردّ بعض الشبهات المتعلقة بهذا المبحث كإيراد شبهة عن الشوي كيف يكون مع أن الجنة ليس فيها نار، وغير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>