يسمعون خطاب الرب جل وعلا؛ لأن اللَّه تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك، ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، ولم يصح أن الفارسية لغة الجهنميين، ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي، ولا نعلم نزاعا في ذلك بين الصحابة رضي اللَّه عنهم، بل كلهم يكُفُّون عن ذلك؛ لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول، ولا قال اللَّه تعالى لأصحاب الثرى، ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين؛ فقال ناس: يتخاطبون بالعربية، وقال آخرون: إلا أهل النار فإنهم يجيبون بالفارسية، وهي لغتهم في النار، وقال آخرون: يتخاطبون بالسريانية؛ لأنها لغة آدم، وعنها تفرعت اللغات، وقال آخرون: إلا أهل الجنة؛ فإنهم يتكلمون بالعربية، وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها؛ لا من طريق عقل، ولا نقل، بل هي دعاوى عارية عن الأدلة، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم وأحكم" (١).
(١) مجموع الفتاوى (٤/ ٣٠٠ - ٣٠١)، وانظر حادي الأرواح (٢٧٧)، والتذكرة للقرطبي (٥٤٨)، كلاهما لم يرجح شيئا، وأورد ابن القيم حديثا لا يصح فيه عدة علل واللَّه أعلم.