للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ملازمة لأهلها، كما قال شيخ الإسلام: "المؤمنون أهل السنة. . . أعمالهم خالصة للَّه تعالى، موافقة للسنة، وأعمال مخالفيهم لا خالصة ولا صواب، بل بدعة، واتباع الهوى، ولهذا يسمون أهل البدع وأهل الأهواء" (١).

وقد مثل شيخ الإسلام تأثير الهوى على اتباع الحق وصده عنه، بالآفات والعاهات الحسية التي تمنع البصر أو أي عضو من الإدراك فقال: "الإرادة الفاسدة هي: الهوى الذي يصد عن معرفة الحق، وهو مرض في القلب يمنعه ما فطر عليه من صحة الإدراك والحركة، كما يمنع مرض العين ما فطرت عليه من صحة الإدراك والحركة، وكذلك المرض في سائر الأعضاء، فهؤلاء الذين لا يجدون في أنفسهم علما ضروريا، وقصدا ضروريا لمن هو فوق العالم، قد مرضت قلوبهم وفسدت فطرتهم، ففسد إحساسهم الباطن كما يفسد الإحساس الظاهر، مثل المُرَّة التي تفسد الذوق، والحول والعشى الذي يفسد البصر وغير ذلك، ولهذا إنما يكون الاعتبار في هذا بذوي الفطر السليمة من الفساد والإحالة" (٢).

ولما كان اتباع الهوى هو الميل بالنفس لرغباتها، والانسياق وراء ما تميل إليه، ورد في السنة المطهرة الاستعاذة من شر النفس حيث أوصى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أبا بكر الصديق أن يقول في دعاء الصباح والمساء: "أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا أو


(١) الرد على البكري (٢/ ٤٩١)، وانظر رسالة في الزهد (٩).
(٢) بيان تلبيس الجهمية (٢/ ٤٧٠)، وانظر النبوات (١٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>