للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأنكر أبو موسى الأشعري ما رآه منهم في المسجد، وذهب ليخبره بذلك، فأتاهم وقال مستنكرا: "فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم -صلى اللَّه عليه وسلم- متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد، أو مفتتحوا باب ضلالة، قالوا: واللَّه يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه، إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وأيم اللَّه ما أدري لعل أكثرهم منكم، ثم تولى عنهم، فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الخلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج" (١).

ولعل الذي جعل عمر -رضي اللَّه عنه- يقول ما قال علمه بأنه سيكون إحداث في الدين بعد وفاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ويقينه بذلك حيث ورد عنه أنه قال: "إنه سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن، فخذوهم بالسنن؛ فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب اللَّه" (٢).


(١) أخرجه الدارمي في سننه (١/ ٧٩) رقم (٢٠٤) بسند حسن، ومن طريقه ذكره أبو شامة في الباعث على إنكار البدع والحوادث (٦٤ - ٦٥)، وبحشل في تاريخ واسط (١/ ١٩٩)، وابن وضاح في البدع والنهي عنها ذكر له عدة طرق وألفاظ.
(٢) أخرجه الدارمي في السنن (١/ ٦٢) رقم (١١٩) بسند حسن وغيره، وهناك بعض المخالفات في أمور عملية ظهرت في عصر الخلفاء الراشدين تصدى لها الصحابة وعاملوها معاملة البدعة لبيان أنها ليست من الدين، حتى لا يلتبس الدين بغيره، انظر =

<<  <  ج: ص:  >  >>