للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (٩٢)} (١)، فلم يمدحوا على نفس الحزن، وإنما مدحوا على ما دل عليه الحزن: من قوة إيمانهم حيث تخلفوا عن رسول اللَّه لعجزهم عن النفقة، ففيه تعريض بالمنافقين الذين لم يحزنوا على تخلفهم، بل غبطوا نفوسهم به" (٢)، قلت: وهكذا حال السلف فإنهم تألموا وحزنوا، لما كان عندهم من تعظيم السنة، وبغض البدعة، وحب المعروف والإيمان، وكراهية الكفر والفسوق والعصيان، وهذا ما شرحه الإمام عبد اللَّه بن المبارك رحمة اللَّه عليه حيث قال: "اعلم أي أخي! إن الموت كرامةً لكل مسلم لقي اللَّه على السنة، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون، فإلى اللَّه نشكو وحشتنا، وذهاب الإخوان، وقلة الأعوان، وظهور البدع، وإلى اللَّه نشكو عظيم ما حل بهذه الأمة من ذهاب العلماء وأهل السنة وظهور البدع" (٣).


(١) سورة التوبة، الآية (٩٢).
(٢) مدارج السالكين (١/ ٥٠٥ - ٥٠٧) بتصرف.
(٣) الاعتصام (٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>