للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما أن التحذير من مصاحبة أهل البدع لأنهم أهل خلاف وفرقة، فارقوا الكتاب والسنة، ولم يجتعموا على قول، بل يلعن بعضهم بعضا ولو كانوا في الظاهر متآلفين، كما في أثر عطاء، ولا شك أن الفرقة والاختلاف هي سمة أهل البدع، كما أن الاجتماع والسنة هي سمة الفرقة الناجية، قال شيخ الإسلام: "وهذا الأصل العظيم وهو الاعتصام بحبل اللَّه جميعا وأن لا يتفرقوا، هو من أعظم أصول الإسلام، ومما عظمت وصية اللَّه تعالى به في كتابه، ومما عظم ذمه لمن تركه من أهل الكتاب وغيرهم، ومما عظمت به وصية النبي في مواطن عامة وخاصة" (١)، وقال: "البدعة مقرونة بالفرقة، كما أن السنة مقرونة بالجماعة، فيقال: أهل السنة والجماعة، كما يقال: أهل البدعة والفرقة" (٢).

كما حذر السلف من كل ما يعيق الاتباع، ويقف في طريقه، فهم يبغضون الآراء المحدثة كرأي الخوارج ويبغضون أهله كما قال إبراهيم التيمي، كما أنهم يحذرون من القياس الفاسد، الذي يضرب لمعارضة النصوص، والقول في الدين بالرأي كما فعل الشعبي، ولم يكن الكلام من علومهم التي يدرسونها ويتعلمونها، كما قال الضحاك، قال ابن عبد البر المالكي: "أجمع أهل الفقه والآثار في جميع الأمصار: أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ، ولا يعدون عند الجميع في الأمصار في جميع طبقات العلماء، وإنما العلماء


(١) مجموع الفتاوى (٢٢/ ٣٥٨).
(٢) الاستقامة (١/ ٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>