للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحديث ما ليس لغيره" (١).

قال الشيخ الإمام ابن باز رحمه اللَّه: "وقد ثبت عن عثمان بن عفان -رضي اللَّه عنه-، الخليفة الراشد أنه قال: "إن اللَّه يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"، ويروي عن عمر -رضي اللَّه عنه- أيضا، وهذا صحيح، كثير من الناس لو جئته بكل آية لم يمتثل، لكن إذا جاءه وازع السلطان بالضرب والسجن ونحو ذلك أذعن، وترك باطله (٢)، لماذا؟ ! لأن قلبه مريض؛ ولأنه ضعيف الإيمان، أو معدوم الإيمان. . . فلهذا لا يتأثر بالآيات والأحاديث. . لكن إذا خاف من السلطان ارتدع ووقف عند حده، ووازع السلطان له شأن عظيم، ولهذا شرع اللَّه لعباده القصاص والحدود والتعزيرات لأنها تردع عن الباطل، وأنواع الظلم، ولأن اللَّه يقيم بها الحق، فوجب على ولاة الأمور أن يقيموها، وأن يعينوا من يقيمها، وأن يلاحظوا الناس، ويلزموهم بالحق، ويوقفوهم عند حدهم حتى لا يهلكوا، وينقادوا مع تيار الباطل، ويكونوا عونا للشيطان وجنده علينا" (٣).


(١) مجموع الفتاوى (٤/ ٢٠ - ٢٤) بتصرف.
(٢) قال ابن كثير في تفسيره (٣/ ٦٠): "وهذا هو الواقع".
(٣) رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مجموع فتاوى الشيخ (٢٧/ ٣٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>