للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منها" (١).

وأما الحالة الثالثة: أن يكون المقام يتعلق يحانب أعم من التحذير والرد على المبتدع، وإنما يتعلق بتقويم رجل أو جماعة، أو الترجمة التاريخية، والبحث العلمي، فقد جرت عادة العلماء في مثل هذه المواطن ذكر كل ما يروى عن المترجم له، من حسنات وسيئات، فكتب التاريخ تجد فيها كل ما يتعلق بالمترجم له، ولو كان صاحب بدعة، وتجد في تقويم شيخ الإسلام ابن تيمية لكثير من الطوائف، ذكر بعض حسناتهم، وأحيانا كثيرة يقارن بين جماعة وأخرى، وبيان أيها أفضل مع اجتماعهم في البدعة عموما، كمقارنته بين الخوارج والروافض، والمعتزلة والأشاعرة، وهكذا (٢)، بل إنك لتجد له كلاما عاما في هذا الموضوع، كقوله رحمه اللَّه: "معلوم أن في جميع الطوائف من هو زائغ ومستقيم" (٣)، وقال رحمه اللَّه في معرض كلامه عن الأشعري وموقف بعض الحنابلة منه ومن توبته: "الصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة أنه قد يجتمع في الشخص الواحد والطائفة الواحدة ما يحمد به من الحسنات، وما يذم به من السيئات، وما لا يحمد به ولا يذم من المباحث، والعفو عنه من الخطأ والنسيان، بحيث يستحق الثواب على حسناته، ويستحق العقاب


(١) منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال (٧)، وانظر بقية نقولات الشيخ عن الألباني والفوزان وغيرهما.
(٢) انظر مجموع الفتاوى (٣/ ٣٥٧).
(٣) المجموع (٣/ ٢٢٨)، وانظر منهاج السنة (٧/ ٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>