للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن عمرو، عن أبي خير إسحاق العراوي قال: "زحف إلينا إزدمهر (١) عند مدينة الكيرج (٢) في ثمانين فيلا، فكادت تنقض الخيول والصفوف، فكرب لذلك محمد بن القاسم (٣)، فنادى عمر: إن النعمان أمير حمص وأم الأجناد، فنهضوا بما استطاعوا، فلما أعيته الأمور نادى مرارا: لا حول ولا قوة إلا باللَّه، فكفّ اللَّه الفيلة بذلك، سلّط اللَّه عليها الحرّ، فأنضجها ففزعت إلى الماء، فما استطاع سوّاسها ولا أصحابها حبسها، وحملت الجند عند ذلك، فكان الفتح بإذن اللَّه" (٤).

٣٤٠ - حدثني القاسم بن هاشم، ثنا أبو اليمان، ثنا صفوان بن عمرو، عن الأشياخ: "أن حبيب بن مسلمة كان يستحب إذا لقى عدوا


(١) كذا في المخطوط والمطبوع، وأغلب ظني أنها مصحفة، فإنني لم أجد لها ذكرا في الكتب، والظاهر أن المراد به داهر ملك السند الذي قاتل المسلمين في هذه الحادثة فقتلوه وفتحوا بلاده، والغريب أن المحقق ابن عالية ذكر أن معنى الكلمة أنه قائد الفرس، ولم يذكر توثيقا لكلامه، ولم تظهر مناسبة ذلك في هذه القصة واللَّه أعلم.
(٢) وردت في طبعة ابن عالية "الكرخ" وفسرها بأنها بلدة بالبصرة، ولا مناسبة لها هنا، وإنما الصحيح أنها الكيرج كما في المخطوط (ق/ ٨٦/ ب)، وهي من مدن السند إلى فتحها محمد بن القاسم، تاريخ خليفة بن خياط (٨٢)، وانظر تاريخ الطبري (٤/ ٢٦)، تاريخ الإسلام (١/ ٧٢٩)، تاريخ ابن خلدون (٣/ ٨٣).
(٣) هو محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، ابن عم الحجاج، كان عاملا له على السند وفتحها، معجم الشعراء (٣٤٣)، تاريخ ابن خلدون (٣/ ٧٦).
(٤) فيه من لم أقف على ترجمته، وانظر كلام السواس على الإسناد واحتمال السقط فيه، الفرج بعد الشدة (٥٩) رقم (١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>