للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرك التي قد تخفى على كثير من الناس، فيأتونها وهم لا يشعرون، وقد وقع التحذير من الشرك من جية خطورته والجزاء المترتب عليه حيث إن صاحبه يُتْرَك وشِرْكَه، ومن جهة خفائه وكثرة وقوعه كمن يشرك في كلبه وبسبب الأنواء، فينسب السلامة وحصول الخير لهما، ولهذا قال المقريزي: "وأما الشرك في الإرادات والنيات، فذلك البحر الذي لا ساحل له، وقلّ من ينجو منه" (١)، وقد عقد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بابا في الخوف من الشرك قال شارحه الشيخ عبد الرحمن: "نبه المصنف بهذه الترجمة على أنه ينبغي للمؤمن من أن يخاف منه ويحذره، ويعرف أسبابه ومبادئه وأنواعه لئلا يقع فيه. . . "، فإخلاص العمل للَّه شرط في قبول العمل والإثابة عليه، كما سبق في مبحث الإخلاص وصلاح العمل، ولذلك كان هو الحذر كما في أثر السليمي، وهو وصية الصحابة لمن بعدهم من التابعين كما في أثر أبي العالية، ولذلك يقع فيه من قلَّ حذره منه وذلك بنسبة السلامة من السراق في البيت إلى الكلب، ونسبة نزول المطر إلى الأنواء في الشرك والكفر، والمراد بهذا الكفر والشرك هنا الأصغر بنسبة ذلك إلى غير اللَّه وكفران نعمته، وهو من باب الشرك الخفي في الألفاظ، وسمر ذلك أن العبد يتعلق قلبه بمن يظن حصول الخير له من جهته وإن كان صنع له في ذلك، وذلك نوع شرك خفي فمنع من


(١) تجريد التوحيد (٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>