للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إله إلا اللَّه فانتفضا في أجنحتهما، وجالا جوالان الثور (١)، فعدت ثلاثا ثم سكت فسكنا، فقالا: ممن الرجل؟ قلت: من أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، قالا: وقد بعث محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، قلت: نعم، فساءهما ذلك، قالا: فتلبسون الحرير والديباج (٢) في المغازي؟ قلت: نعم، فنظر أحدهما إلى صاحبه، فَسُرَّا بذلك، قلت: إنكما قد سألتماني، فأنا سائلكما، قالا: سل، قلت: أرأيت جزعكما من قول: لا إله إلا اللَّه، ما هو؟ ! قالا: كلمة لم نسمعها منذ فارقنا العرش، قلت: أرأيت مساءتكما من قولي: اجتماع الأمة على رجل ما هو؟ ! قالا: إن الساعة لا تقوم ما اجتمعت الأمة على رجل واحد، قلت: أرأيت سروركما بلبس الحرير والديباج ما هو؟ ! قالا: من علامات الساعة، قلت: فما تأمراني؟ قالا: إن استطعت ألا تنام ولا تنيم فافعل؛ فإن الأمر جد، قال عبد اللَّه: طمس ذلك المكان فلا يعرف اليوم" (٣).


= العروس (١/ ١٠٤٠).
(١) بمعني دارا من الدوران كما تجول الريح بالحصى، تاج العروس (١/ ٦٩٥٣).
(٢) كلمة فارسية معربة؛ بمعنى الثياب المتخذ من الإبريسم، تاج العروس (١/ ١٣٩٣).
(٣) إسناده حسن؛ شيخ المصنف صدوق التقريب (٤١٥٥)، وجهالة المبهمين لا تضر فقد ذكرهما المصنف بعد هذا الأثر مباشرة عن شيخه عن الحسن بن عيسى به، وهو ثقة أيضًا، التقريب (١٢٨٥)، الإشراف في منازل الأشراف (٣١٢ - ٣١٤) رقم (٤٤٤)، وقد رويت مثل هذه القصة عن مجاهد رحمه اللَّه أخرجها أبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٨٨) والذهبي تذكرة الحفاظ (١/ ٩٣)، وذكرها في السير (٤/ ٤٥٥) فقال: "ولمجاهد أقوال وغرائب في العلم والتفسير تستنكر وبلغنا أنه ذهب إلى بابل. . . ".

<<  <  ج: ص:  >  >>