للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال: ما هذا؟ ! فقالوا: هذا مكان صلى فيه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: "إنما هلك من كان قبلكم بهذا، أنهم اتخذوا آثار أنبيائهم مساجد؛ من أدركته الصلاة فليصل، وإلا فليمض، وبلغه أن قوما يذهبون إلى الشجرة التي بايع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أصحابه تحتها، فأمر بقطعها، وأرسل إليه أبو موسى يذكر له أنه ظهر بتستر قبر دانيال، وعنده مصحف فيه أخبار ما سيكون، قد ذكر فيه أخبار المسلمين، وأنهم إذا أجدبوا كشفوا عن القبر فمطروا، فأرسل إليه عمر يأمره أن يحفر بالنهار ثلاثة عشر قبرا، ويدفنه بالليل، في واحد منها، لئلا يعرفه الناس، لئلا يفتنوا به" (١)، وقال ابن القيم: "فإذا كان هذا فعل عمر -رضي اللَّه عنه- بالشجرة التي ذكرها اللَّه تعالى في القرآن، وبايع تحتها الصحابة رسول اللَّه، فماذا حكمه فيما عداها من هذه الأنصاب والأوثان التي قد عظمت الفتنة بها واشتدت البلية بها" (٢)، "فهذا وأمثاله مما كانوا يحققون به التوحيد الذي أرسل اللَّه به الرسول إليهم ويتبعون في ذلك سنته -صلى اللَّه عليه وسلم-" (٣)، ولذلك عقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بابا في كتاب التوحيد بعنوان: "ما جاء في حماية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- جناب التوحيد وسد ذرائعه" قال شارحه عبد الرحمن بن حسن: "اعلم أن في الأبواب المتقدمة شيئا من حمايته -صلى اللَّه عليه وسلم- لجناب التوحيد، ولكن أراد المصنف هنا بيان حمايته الخاصة، ولقد


(١) مجموع الفتاوى (١٧/ ٤٦٣).
(٢) إغاثة اللهفان (١/ ٢٠٩).
(٣) منهاج السنة (١/ ٤٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>