للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

باللَّه ثم بك، وهذه المسألة والتي قبلها من الشرك الأصغر، وهو من شرك الألفاظ، قال ابن القيم: "أما الشرك الأصغر: فكيسير الرياء، والتصنع للخلق، والحلف بغير اللَّه كما ثبت عن النبي أنه قال: "من حلف بغير اللَّه فقد أشرك وقول الرجل للرجل: ما شاء اللَّه وشئت، وهذا من اللَّه ومنا، وأنا باللَّه وبك، ومالي إلا اللَّه وأنت، وأنا متوكل على اللَّه وعليك، ولولا أنت لم يكن كذا وكذا، وقد يكون هذا شركا أكبر بحسب قائله ومقصده" (١)، وقال الشيخ مبارك الميلي لما تكلم عن أقسام الحلف بغير اللَّه وأن منه المخرج من الملة ومنه غير المخرج، ومنه الأصغر والأكبر، وحالات كل منها، قال رحمه اللَّه: "خلاصة هذه النقول أن الاختلاف في حكم الحلف بغير اللَّه إنما هو مع سلامة الحالف من تعظيم المخلوق تعظيما من نوع تعظيم الخالق. . . فأما إن حل بالقلب تعظيم المخلوق كتعظيم الخالق فجرى اللسان لذلك بتلك اليمين وخشيت النفس في الحنث بها ما تخشاه في الحنث باللَّه، فهذه اليمين مظهر من مظاهر الشرك لا نزاع في ذلك ولا شك" (٢).


(١) مدارج السالكين (١/ ٣٤٤).
(٢) رسالة الشرك ومظاهره (٢٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>