للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأسف الوارد في القرآن بالغضب، وهذا التفسير هو قول جمهور المفسرين (١)، وهو قول أهل اللغة (٢)، وذكر في تفسيرها أيضًا خالفونا وأسخطونا ومعانيها متقاربة كما قال العيني في عمدة القاري (٣).

وصفة الغضب من الصفات الفعلية كما يشير أثر التيمي في قيام الساعة وأنها تكون أغضب ما يكون اللَّه تعالى، وكما يشير أثر سفيان في كون الأدب يطفئ غضب الرب، وفي أثر سفيان بيان أثر هذه الصفة وهو العقوبة، وكما يشير تفسير الأسف بالغضب، وترتيب العقاب عليه بفاء التعقيب، كل هذا يفيد أن هذه الصفة تحصل في وقت دون آخر، وتكون في وقت أشد منها في غيره، وأنها ليست نفس العذاب، بل العذاب يترتب عليها، قال ابن القيم: "عذابه مفعول منفصل، وهو ناشئ عن غضبه، ورحمته هاهنا هي الجنة، وهي رحمة مخلوقة ناشئة عن الرحمة التي هي صفة الرحمن، فههنا أربعة أمور: رحمة هي وصفه سبحانه، وثواب منفصل هو ناشئ عن رحمته، وغضب يقوم به سبحانه، وعقاب منفصل ينشأ عنه" (٤)، "وقد فطر اللَّه عباده على قولهم: هذا الفعل يحبه اللَّه، وهذا يكرهه اللَّه ويبغضه، وفلان يفعل ما لا يحبه اللَّه، والقرآن مملوء بذكر سخطه وغضبه على أعدائه، وذلك صفة قائمة به، ويترتب عليها العذاب واللعنة" (٥).


(١) انظر تفسير الطبري (١١/ ١٩٨)، وابن كثير (٤/ ١١٧)، ومعاني القرآن للنحاس (٦/ ٣٧٢)، وتفسير السمعاني (٥/ ١١٠).
(٢) القاموس المحيط (٣/ ١٧٣)، ومعجم مقاييس اللغة (١/ ١٠٣)، ولسان العرب (١/ ١٤٢)، وغريب الحديث لابن قتيبة (٢/ ٦٢٦).
(٣) (١٩/ ١٥٨).
(٤) حادي الأرواح (٢٥٨).
(٥) مدارج السالكين (١/ ٢٧٨ - ٢٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>