للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عوف -رضي اللَّه عنه- علم اللَّه بحاله وهو في بطن أمه، كما تضمن أثر أبي عبد اللَّه علم اللَّه السابق بالأجل والرزق، وهذه المرتبة أول مراتب القضاء التي من لم يؤمن ها جميعا لم يؤمن بالقضاء والقدر (١)، ومعناها: "الإيمان بأن اللَّه تعالى عليم بما الخلق عاملون، بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلا وأبدا، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال" (٢)، "فكل ما يوجد في ما يوجد من أعيان وأوصاف، ويقع من أفعال وأحداث، فهو مطابق لما علمه اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- أزلا" (٣)، وهي مما اتفقت عليه الرسل من أولها إلى آخرها، والصحابة ومن تبعهم من الأمة على إثباتها، وخالفهم مجوس هذه الأمة (٤)، قال شيخ الإسلام: "إثبات علمه، وتقديره للحوادث قبل كونها، ففي القرآن، والحديث، والآثار، ما لا يكاد يحصر، بل كل ما أخبر اللَّه به قبل كونه فقد علمه قبل كونه، وهو سبحانه يعلم ما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، وقد أخبر بذلك، والنزاع في هذا مع غلاة القدرية ونحوهم" (٥).


(١) انظر شفاء العليل (٥٥).
(٢) العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية انظر شرح الشيخ الفوزان (١٦٤).
(٣) شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية (١٥٣).
(٤) انظر شفاء العليل (٥٥).
(٥) رسالة في تحقيق مسألة علم اللَّه (١١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>