للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإيمان؛ لأن الصدق من الإيمان.

وهذه الآثار اشتملت على عدة أنواع من أدلة زيادة الإيمان ونقصانه، منها أنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ومنها سؤال اللَّه الإيمان، ومنها التعارك الحاصل بين المعصية والطاعة في القلب، أيهما غلب كان له الحكم.

فكونه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فيزيد بالذكر وبالصدق، وينقص بالمعصية والكذب وحب الدنيا، أمر مجمع عليه عند أهل السنة، قال ابن عبد البر: "أجمع أهل الفقه والحديث، على أن الإيمان: قول وعمل، ولا عمل إلا بنية، والايمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية" (١)، وقال الذهبي: "أجمع سبعون رجلا من التابعين، وأئمة المسلمين، والسلف، وفقهاء الأمصار، على أن السنة التي توفي عليها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . الإيمان قول وعمل ونية، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية" (٢)، ولفظ الزيادة والنقصان ثبت عن الصحابة كذلك كما مرّ في هذه الآثار، وليس الإجماع من بعدهم فقط، ولهذا قال البغوي: "اتفقت الصحابة والتابعون فمن بعدهم من علماء المسلمين على. . . أن الإيمان قول عمل وعقيدة، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية" (٣)، وقال شيخ الإسلام: "ثبت لفظ الزيادة والنقصان منه عن الصحابة، ولم يعرف فيه


(١) التمهيد (٩/ ٢٣٨).
(٢) الكبائر (١٥٦).
(٣) شرح السنة (١/ ٣٨ - ٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>