للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شيخ الإسلام: "من نفى عنه الرسول اسم الإيمان أو الإسلام، فلا بد أن يكون قد ترك بعض الواجبات فيه، وإن بقي بعضها، ولهذا كان الصحابة والسلف يقولون: إنه يكون في العبد إيمان ونفاق. . . عن حذيفة قال: القلوب أربعة. . . وقلب فيه إيمان ونفاق، فمثل الإيمان فيه كمثل شجرة، يمدها ماء طيب، ومثل النفاق مثل قرحة، يمدها قيح ودم، فأيهما غلب عليه غلب. . . وهذا الذي قاله حذيفة يدل عليه قوله تعالى: {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ} (١)، فقد كان قبل ذلك فيهم نفاق مغلوب، فلما كان يوم أحد غلب نفاقهم، فصاروا إلى الكفر أقرب. . . و. . . عن علي ابن أبي طالب قال: إن الإيمان يبدو لمظة بيضاء في القلب، فكلما ازداد العبد إيمانا، ازداد القلب بياضا، حتى إذا استكمل الإيمان ابيضَّ القلب كله، وإن النفاق يبدو لمظة سوداء في القلب، فكلما ازداد العبد نفاقا، ازداد القلب سوادا، حتى إذا استكمل العبد النفاق اسودَّ القلب. . . وقال ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب، كما ينبت الماء البقل. . . وهذا كثير في كلام السلف، يبينون أن القلب قد يكون فيه إيمان ونفاق، والكتاب والسنة يدلان على ذلك" (٢).


(١) سورة آل عمران، من الآية (١٦٧).
(٢) مجموع الفتاوى (٧/ ٣٠٤ - ٣٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>