للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو بكر الإسماعيلي -رحمه اللَّه-: "إذا ذكر كلّ اسم على حدته مضموما إلى الآخر، فقيل: المؤمنون والمسلمون جميعا مفردين، أريد من أحدهما معنى لم يرد به الآخر، وإذا ذكر أحد الاسمين شمل الكلَّ وعمَّهم" (١).

وقال ابن تيمية -رحمه اللَّه-: "مثل الإيمان والإسلام أيضا الفسطاط (٢) قائم في الأرض، له ظاهر وباطن، وله عمود في باطنه، فالفسطاط مثل الإسلام له أركان من أعمال العلانية والجوارح، وهي الأطناب إلى تمسك أرجاء الفسطاط، والعمود الذي في وسط الفسطاط، مثله كالإيمان لا قوام للفسطاط إلا به، فقد احتاج الفسطاط إليها؛ إذ لا قوام له ولا قوة إلا بها، كذلك أعمال الجوارح لا قوام له إلا بالإيمان والإيمان من أعمال القلوب، لا نفع له إلا بالإسلام وهو صالح العمل" (٣)، وهذا القول هو الذي تشير إليه الآثار السابقة وتفيده عند التأمل واللَّه أعلم.


(١) من جامع العلوم والحكم (١/ ٧٩)، ونص على أن الخطابي قال مثله وتبعه على ذلك جماعة من العلماء.
(٢) الفسطاط هو البيت من الشعر، مختار الصحاح (٥٠٣) مادة فسط.
(٣) الإيمان (٣١٨)، وانظر شرح السنة (١/ ١٠ - ١١)، فتح الباري لابن رجب (١/ ١٤١)، جامع العلوم والحكم (١/ ٧٩ - ٨١)، العواصم والقواصم (٢٨٩ - ٣١٤)، مختصر معارج القبول (١٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>