للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سلامه إذا سلّم لا ينافي هذا الحب وهذا البغض، ومعنى الولاء والبراء كما قال شيخ الإسلام: "أصل الموالاة الحب، وأصل المعاداة البغض، وأصل الموالاة هي المحبة، كما أن أصل المعاداة البغض؛ فإن التحاب يوجب التقارب والاتفاق، والتباغض يوجب التباعد والاختلاف، وقد قيل المولى من الولي وهو القرب، وهذا يلي هذا أي هو يقرب منه، والعدو من العدواء. وهو البعد، ومنه العدوة، والشيء إذا ولي الشيء ودنا منه وقرب إليه اتصل به، كما أنه إذا عدى عنه، ونأى عنه وبعد منه كان ماضيا عنه، فأولياء اللَّه ضد أعدائه يقربهم منه، ويدنيهم إليه، ويتولاهم ويتولونه، ويحبهم ويرحمهم، ويكون عليهم منه صلاة، وأعداؤه يبعدهم ويلعنهم، وهو إبعاد منه ومن رحمته، ويبغضهم ويغضب عليهم، وهذا شأن المتوالين والمتعادين" (١)، ولذلك فإن: "الواجب على كل مسلم أن يكون حبه وبغضه، وموالاته ومعاداته، تابعا لأمر اللَّه ورسوله، فيحب ما أحبه اللَّه ورسوله، ويبغض ما أبغضه اللَّه ورسوله، ويوالي من يوالي اللَّه ورسوله، ويعادي من يعادي اللَّه ورسوله" (٢)؛ لأن هذه العقيدة من أهم عقائد الإيمان، وهي من شروط تحقيق كلمة التوحيد فهي الشرط السابع قال الشيخ حافظ حكمي: "السابع: المحبة لهذه الكلمة، ولما اقتضته، ودلَّت


(١) قاعدة في المحبة (١٩٨)، وانظر: الدرر السنية (٢/ ٣٢٥)، والموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية (١/ ٢٣).
(٢) الفتاوى الكبرى (٣/ ٤٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>