للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يمتنى أن لا يبقى بعده لما يفرج عليه في المسائل، وكان عطاء يعدُّه أفقه الصحابة (١)، وجابر لم ير أزهد في النساء منه، وكذا عمر بن عبد العزيز عدّه أزهد الصحابة، ووصفه الحسن البصري بأنه رهباني هذه الأمة، بل لم يشك المغيرة بن شعبة في أن الناس لن يبايعوا غيره، ولو كان في جحر في مكة، وكان مع ذلك يعرف قدر نفسه، وينزل نفسه منزلتها، حيث أجاب من مدحه في وجهه، وهما ممن يقع فيه، بأنه دون ما قال، وفوق ما يقع فيه.

وأما كراماته: فقد تضمنت الآثار بعضها، أهم ما ورد هنا كونه كان مجاب الدعوة، دعا للحامل أن يكون حملها ذكرا ميمونا، وبالعمى على من كذب عليه، وأن لا يكمل بنيان قوم فما ارتفع، وأخيرا ورد في أثر الزهري الأخير، أن آية قتله أنه لم يقلب حجر بالجابية إلا كان تحته دم


(١) ليس في هذا الكلام ما يفيد أنه كان أفقه من الشيخين واعلم منهما، ولهذا أجاب شيخ الإسلام عن تهويل الرافضي في دعواه: "قصورهم -أي الصحابة- في العلم، والتجاؤهم في أكثر الأحوال إلى علي، والجواب أن هذا من أعظم البهتان؛ أما أبو بكر فما عرف أنه استفاد من علي شيئًا أصلا، وعلى قد روى عنه، واحتذى حذوه، واقتدى بسيرته، وأما عمر فقد استفاد علي منه أكثر مما استفاد عمر منه، وأما عثمان فقد كان أقل علما من أبي بكر وعمر، ومع هذا فما كان يحتاج إلى علي، حتى إن بعض الناس شكا إلى عليٍّ بعض سعاة عُمَّال عثمان، فأرسل إليه بكتاب الصدقة، فقال عثمان: لا حاجة لنا به، وصدق عثمان" منهاج السنة (٨/ ٢٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>