للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من علم كذبه، أو خطؤه، ودليل واحد صحيح المقدمات، سليم عن المعارضة، خير من عشرين دليلا مقدماتها ضعيفة، بل باطلة، وهي معارَضَة بأصح منها، يدل على نقيضها" (١)، قلت: ومصداق كلامه أن المروي بالسند عن الإمام أحمد قوله: "ما جاء لأحد من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الفضائل، ما جاء لعلى بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-" (٢)، فعبارة الإمام أحمد: "جاء"، ولعل الذي أوقع في هذا الوهم، أنه قد يروى قول الإمام أحمد بالمعنى، كما فعل الحافظ ابن حجر وتبعه المباركفوري، حيث قال: "قال أحمد، وإسماعيل القاضي، والنسائي، وأبو علي النيسابوري، لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي" (٣)، والعبارة الصحيحة، هي كما نقلها الحافظ الهيتمي: "قال أحمد: ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي، وقال إسماعيل القاضي، والنسائي، وأبو علي النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أكثر مما جاء في علي" (٤)، فكلام الإمام أحمد غير كلام الثلاثة الذين من بعده، فلا يصح الجمع بينهم في سياق واحد، فالإمام أحمد لم يتعرض للصحة أصلا كما قال شيخ الإسلام، بخلاف إسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي


(١) منهاج السنة (٨/ ٤٢١)، وانظر (٧/ ٣٧٤).
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ١٠٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٢/ ٤١٨)، وذكره ابن حجر تهذيب التهذيب (٣/ ١٧١).
(٣) فتح الباري (٧/ ٧١)، وتحفة الأحوذي (١٠/ ١٤٤).
(٤) الصواعق المحرقة (٢/ ٣٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>