الحلل، فأنفق الباقي على فقراء المدينة، وكان معروفا بهذا الجود، حتى إنه كان يحال عليه من لم يجد من يسعفه، وأعطى رمانة تزن ثلاثمائة مثقال، ويتنازل عن مبالغ كبيرة للمدين تبلغ خمسة وعشرين ألفا، وأعطى رجلا جارية ثم اشتراها منه بمائتي دينار وطلب منه إذا نفدت أن يعود، كل ذلك حرصا على حرمة الجارية، ومساعدة المحتاج، فإن لم يجد شيئا، طلب من السائل أن يأخذ من أحد ويحيل عليه إلى الجذاذ.
وعبد اللَّه بن عباس: بلغ من حبة للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أن أكرم أبا أيوب الأنصاري، ففرغ له بيته، وأعطاه ما فيها، ودفع له ضعف ما عليه من الدين، فبلغ أربعين ألفا، كل ذلك حرصا منه أن يفعل به كما فعل هو بنبيِّنا -صلى اللَّه عليه وسلم- لما هاجر إلى المدينة.
وأخوه عبيد اللَّه: كان ينحر كل يوم جزورا، وعزم أن يضاعف ذلك إلى جزورين.
وأم المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها: كانت قلّ ما تشبع من طعام، وتخيط القديم من لباسها، رغم ما وسع اللَّه عليها من الأعطيات، ووصفتها الجارية بأنها أطيب من طيّب الذهب، ونزلت براءتها من السماء في آيات تتلى.
وكذا زينب بنت جحش: كانت تنفق من عطائها معظمه حتى إنها لم تبق من اثنتي عشر ألفا إلا بضعة وثمانين، واستجاب اللَّه دعاءها بأن لا يدركها عطاء من قابل، وكانت مشهورة بالصدقة، أخبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نساءه