وقوله:"ثمان ركعات"[٢٧]. بالنون، و"ثماني ركعات" بالياء، وهما لغتان، وإثبات الياء أفصح وأقيس؛ لأن الياء إنما تخذف في مثل هذا في حال الرفع والخفض، وتثبت في حال النصب، إلا أن ثعلباً حكى أنها لغة؛ وأنشد:
لها ثنايا أربع حسان
وأربع فثغرها ثمان
و"مرحباً"[٢٨]. كلمة تقال عند المبرة للقادم، ولمن يسر برؤيته، والاجتماع به. وهو منصوب بفعل لا يظهر، أي: صادفت رحباً، أي: سعة. وقيل: بل انتصب على المصدر، أي: رحب الله بك مرحباً، فوضع المرحب موضع الترحيب، وهو مذهب الفراء، ومكان رحب ورحيب: واسع، والجمع: رحاب، ومنه:"مرحباً بأم هانئ". ويروى:"مرحباً يا م هانئ" والرحب والتسهيل مما يستدل به على فرح المزور بالزائر، وفرح المقصود بالقاصد، وهذا معلوم عندهم، وهو كثير في أشعارهم، قال شاعرهم- وهو عمرو بن الأهتم- وأحسن: