وفي إباحته: ليس ههنا تناقض؛ لأنه نهى في آخر الحديث من أن يشرب الرجل، أو يأكل ماشياً. يريد أن يكون أكله وشربه على طمأنينة، ولا يشرب إذا كان مستعجلاً في سفر أو حاجة، فيناله من ذلك شرق أو تعقد الماء في صدره. والعرب تقول: قم في حاجتنا، لا يريدون أن يقف حسب، وإنما يريدون: امش في حاجتنا اسع، ومنه قول الأعشى:
يقوم على الوغم في قومه ... فيعفو إذا شاء أو ينتقم
يريد بقوله:"يقوم على الوغم": أنه يطالب بالذحل، ويسعى في ذلك حتى/ ١٠٥/ب يدركه، ولم يرد أنه يقوم من غير أن يمشي، ومنه قوله تعالى:{إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً} يريد ما دمت مواظباً بالاختلاف والاقتضاء والمطالبة، ولم يرد القيام وحده، هذا كله كلامه.
[(السنة في الشرب ومناولته عن اليمين)]
- "شيب بماء"[١٧]: أي خلط ومزج. والشوب: الخلط، والأشواب: الأخلاط.