على رجل نعمة فكأفأه بالثناء عليه قبل ثناءه، وإذا أثنى عليه قبل أن ينعم عليه لم يقبله. وغلطه فيه ابن الأنباري، قال: لأنه لا ينفك أحد من إنعام رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان بعث رحمة للعالمين، قال: وإنما معناه: أنه لا يقبل الثناء عليه إلا من رجل يعرف حقيقة إسلامه، لا من المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم.
وفيه قول ثالث:"إلا من مكافئ" أي: مقارب في مدحه غير مجاوز به حده، ولا مقصر به عما رفعه الله إليه.
[(ما جاء في السلب في النفل)]
- قوله:"ما جاء في السلب في النفل". كلام فيه اختصار، والوجه إليه: أن يكون أراد: ما جاء في كون السلب في النفل، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه.
- و"سلب [ذلك] القتيل"[١٨]. ما أخذ عنه من لباس، وآلة حرب وسلب الشاة: جلدها إذا انسلخ، كله- بفتح اللام، والمراد بالنفل- هنا- ما ينفله الإمام المقاتل.
- و"الجوله": الاضطراب والروغان والفرار. وهو- هنا-: النفور والانكشاف والزوال عن مواقفهم؛ ومنه:"فاجتالتهم من دينهم" أي: استخفتهم ٥٢/أ/ فذهبت بهم وساقتهم إلى ما يريدون منهم.
- وقوله:"وجدت منها ريح الموت". والموت ليس له ريح في الحقيقة،