وقال أبو عبيدة: إنما يقال في اللبن: الإحلابة. ويحتمل أن الإشارة بالألف واللام في الكافر والمؤمن إلى ذلك الرجل بعينه، وإنما تحملنا على هذا التأويل؛ لأن المعاينة تدفع أن يكون هذا عموماً في كل كافر ومؤمن، ومن كلام العرب الإتيان بلفظ العموم، والمراد به الخصوص، قال تعالى:{الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} وهذه الإشارة لرجل واحد.
[(النهي عن الشراب في آنية الفضة والنفخ في الشراب)]
- قوله:"إنما يجرجر في بطن نار جهنم"[١١] يجوز فيه رفع النار ونصبها، فمن رفعها فعلى خبر "إن" ويجعل "ما" بمعنى "الذي" كأنه قال: الذي يجرجر في بطنه نار جهنم، ومن نصب "النار" جعل "ما" صلة لـ "إن"، وهي التي تكف "إن" عن العمل، ونصب النار بـ "يجرجر" ونظيره قوله تعالى: {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ} قرئ برفع الكيد ونصبه على الوجهين، ويجب إذا جعلت "ما" بمعنى "الذي" إن تكتب منفصلة من "إن" هذا قول ابن السيد. وقال غيره: من نصب جعل الجرجرة بمعنى الصب. أي: إنما يصب في بطنه نار جهنم، ومن رفع جعلها بمعنى الصوت، أي: إنما يصوت في بطنه نار جهنم. والجرجرة: