فليدفعه دفعاً أشد- من الدرء- منكراً عليه، ومغلظاً له، و [قد] يسمى ذلك مقاتلة على سبيل المبالغة.
وقوله:"فإنما هو شيطان" لما أراد أنه يفعل فعل الشيطان في الشغل عن الصلاة، والقطع عن العبادة، جعل له مثلاً؛ إذ ليس الشيطان آدمياً، ولا الآدمي شيطاناً، فكان تقدير الكلام: فإنما هو شيطان شغلاً عن الصلاة، وقطعاً؛ كما يقال: زيد البدر، وعمرو الأسد، إفراطاً. قوله:"فإنما هو شيطان"؛ أي: قد بعد في فعله عن الخير، من قول العرب: نوى شطون أي: بعيدة. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أنه رأى رجلاً يتبع حمامة/ ١٨/أ، فقال: شيطان يتبع شيطانة" لأنه كان نهى عن اللعب بالحمام وتطييرها.
[(الرخصة في المرور بين يدي المصلي)]
الرخصة- في الشرع- بمعنى الإباحة للضرورة، أو للحاجة، وتقدم طرف من هذا.
وقد تستعمل في إباحة نوع من جنس ممنوع، والترجمة تحتمل معنيين؛ أحدهما: أن تكون الألف واللام لاستغراق جنس المصلي، وتكون الرخصة تناولت بعض أحواله، وهو أن يكون مأموماً.
وتحتمل أن تكون الألف واللام للعهد؛ فتكون الإباحة تناولت مصلياً معهوداً تقدم ذكره وهو المأموم.