قيل: مجلس حافل ومحتفل، وكان الوجه أن يقال: حافلة- بالهاء- ولكنه جاء على معنى النسب، أي: ذات حفل، ولم يبن على الفعل كما قالوا: امرأة حاسر، وعاشق، وناقة ضامر، فإذا بنوه على الفعل قالوا: حافلة، وحاسرة، وعاشقة، وضامرة، قال ذو الرمة:
ولو أن لقمان الحكيم تعرضت ... لعينيه مي حاسراً كاد يبرق
و"الحزرات": خيار المال، والواحدة: حزرة، ويقال- أيضاً-: "حرزات" بتأخير الزاي، والأول أكثر، وهو مشتق من حزرت الشيء: قدرته؛ كأن صاحبها لا يزال يحزرها في نفسه. وقيل: لأن نفس الإنسان تشفق عليها، وتتوجع لأخذها، وهي مشتقة من حزر اللبن؛ إذا اشتدت حموضته، وحزر القوم؛ إذا مات خيارهم، وكذلك قال ابن بكير عن الليث: الحزرات: وجع القلب، وأنشد الأصمعي:
والحزرات حزرات النفس
والثاني: مشتق من الإحراز؛ كأن صاحبها يحرزها، أي: يحفظها ويمنعها.