قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الحق- أيده الله تعالى بتوفيقه-: ولما كان هذا الباب كالتفسير لقوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ...} الآية. قلنا: اختلف العلماء وأهل اللغة في الفقير والمسكين؛ فقال قوم: هما سواء. وقيل: بل الفقير غير المسكين واستدلوا بقوله: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} فلو كانا سواء لاكتفى بذكر الواحد عن ذكر الثاني، ولكان عطف الشيء على نفسه، ولا يجوز.
واختلف الذين قالوا: إن أحدهما غير الآخر، فروي في كل ذلك عن المفسرين والفقهاء أقوال لا يقوم على شيء منها دليل من كلام العرب، وإنما تؤخذ منهم اتباعاً، فروي عن قتادة أنه قال: الفقير: المحتاج الذي به زمانة، والمسكين: المحتاج الذي ليس به زمانة. وروي عن مجاهد والزهري أنهما قالا: الفقير: الذي لا يسأل الناس، والمسكين: الذي يسأل./٣١/ب وروي عن الضحاك أنه قال: الفقراء: من المهاجرين، والمساكين: من الأعراب.