أن يكون البعل ما لا تسقيه السماء ولا العيون؛ لأنه قال:"فيما سقت السماء والعيون، والبعل العشر" فجعل ما سقت السماء والعيون صنفاً واحداً، وجعل البعل صنفاً آخر؛ وكذلك حكى أبو عبيد، عن الأصمعي أن البعل: ما شرب بعروقه من الأرض، لا من سقي سماء ولا غيرها، يريد: يستحلب من رطوبة الثرى.
وحكى أبو عمر: أن هذا قول أبي عبيد نفسه، وحكاه أبو الوليد عن أبي داود، ونص كلام أبي داود فيه: البعل: ما شرب بعروقه/ ٣٢/ب ولم يتعن في سقيه، وفيه يقول النابغة:
من الواردات الماء بالقاع تستقي ... بأعجارها قبل استقاء الحناجر
وقال عبد الله بن رواحة:
هنالك لا أبالي نخل سقي ... ولا بعل وإن عظم الإتاء
يعني الغلة. وحكى أبو عمر، عن النضر بن شميل، البعل: ماء المطر. قال: وهذا يتصرف على ثلاثة أوجه: بعل، وغذي، وسقي؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فيما سقت السماء والعيون والبعل العشر". فما سقته السماء: غذي،