والمشهور عند أهل اللغة، الخليل وغيره: أن يقال للرجل الذي يمنعه الخوف أو المرض من التصرف: أحصر فهو محصر، وللرجل يحبسه العدو: حصر فهو محصور. وعلى هذا خرج قول ابن عباس:"لا حصر إلا حصر العدو"، ولم يقل: لا إحصار. أبو عمر ابن عبد البر. وقال جماعة أهل اللغة: حصر وأحصر بمعنى واحد في المرض والعدو، واحتج من قال بهذا بقوله تعالى:{فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ}، وإنما نزلت هذه الآية بالحديبية، وكان حبسهم يومئذ بالعدو. وقال الفراء: لو قيل في الذي قد منعه المرض والخوف: حصر، لأنه بمنزلة الذي قد حبس لجاز، ولو قيل للذي حبسه العدو: أحصر لجاز أن تجعل حابسه [بمنزلة] المرض والخوف اللذين يمنعانه من التصرف. وقال أبو إسحق الزجاج: والحق في هذا ما عليه أهل اللغة؛ لأن الرجل إذا امتنع من التصرف فقد حبس نفسه، فكأن المرض أحبسه، أي: جعله يحبس نفسه. وأهل المدينة يجعلون الإحصار من عدو.