وسميت "مناة"؛ لما كان يمنى عندها من الدم، أي: يسأل، وبذلك سمي منى مكة. ويجوز أن تكون مشتقة من قولهم: منى الله عليك بكذا، أي: قضى وحكم. سموها بذلك؛ لأنهم كانوا يعتقدون أنها رب يضر وينفع، ويعطي ويمنع، وأنثوها على معنى المبالغة فيما تمنى به من الأمور؛ أي: تقضى وتحكم، كما قالوا: رجل نكحة؛ إذا أفرط في النكاح.
و"قديد": قرية جامعة كثيرة المياه والبساتين، وبينها وبين الكديد ستة عشر ميلاً، الكديد أقرب إلى مكة. وسميت قديداً؛ لتقدد السيول بها، وهي لخزاعة، وصغروه؛ لأنهم شبهوه بالقديد، وهو الشراك الصغير، وفي الكتب القديمة: أن قديداً هو الوادي الذي وقعت فيه الريح لسليمان عليه السلام، وأنه هو الذي أتي فيه بصاحبة سبأ.
وقوله:"وكانوا يتحرجون" أي: يرون فيه حرجاً؛ وهو الإثم، وأصل الحرج: الشجر يكثر بالموضع ويلتف، فيضيق عن السلوك فيه، ومن نشب فيه صعب عليه التخلص منه. [واحدتها حرجة، فشبه الإثم، به؛ لأنه يعلق بصاحبه ويضيق عليه وجه التخلص منه]. وسمي الورع من الرجال متحرجاً؛ لأنه