الصواب: عقراً وحلقاً بالتنوين؛ ومعناه: عقرها الله وحلقها، أي: أصابها بوجع في حلقها. ويجوز أن يريد الحلق الذي هو الاستئصال والذهاب، ومنه قيل للمنية: حلاق على مثال حذام، مبنية على الكسر؛ [لأنها] تأتي على كل شيء. ومنه قيل: سنة حالقة؛ إذا لم تبق شيئاً، وهذا من الدعاء الذي لا يراد به وقوع المكروه؛ وإنما هو كلام تستعمله العرب على معنيين؛ أحدهما عند التبرم والضجر، ومنه الحديث، وتقدم في قوله:"أف لك"، والآخر: في معنى استعظام الشيء، والإفراط في إحسانه، كما يقال: أخزاه الله ما أشعره، وقاتله الله ما أفصحه، والقصائد المستحنة يقال لها: المخزية. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"اللهم إنما أنا بشر فمن دعوت عليه بدعاء لا يستحقه فاجعل دعائي عليه رحمة له" ومجاز رواية من روى: "عقرى وحلقى" على مثال سكرى وغضبى، أنهما اسمان مقصوران، كما قالوا: امرأة خزيا وغيرى، فيكونان في موضع نصب بفعل مضمر، كأنه قال: اللهم اجعلها عقرى، أو في موضع رفع على خبر مبتدأ مضمر، كأنه قال: هي عقرى وحلقى، ويجوز أن يكونا مصدرين بمنزلة النجوى والدعوى أو اسمين وضعا موضع المصدر، كقول الشاعر:
أحافرة على صلع وشيب ... معاذ الله من سفه وعار
فوضع الحافرة موضع الرجوع، كأنه قال: أرجوعاً إلى الصبا بعد ما شبت،