جلست حتى الظهر، أي: حتى هذا الحين، فلما كانت تستعمل في الحين الذي ينتهي إليه الفعل سدت مسده، فكأنه قال: لا يمل عند الغاية التي يقع عندها الملل منكم، ونظيره قول [الشنفري]:
لا يمل الشر حتى تملوا
ولها معنى خامس: تكون فيه بمعنى "كي" كقوله: صليت حتى يغفر الله لي.
- و"الهجرة"[٤٥]- بكسر الهاء-: هيئة الهجر، بمنزلة الجلسة والركبة، وسميت هجرة؛ لأن المهاجر كان يهجر قومه، وكذلك سميت مهاجرة ومراغمة؛ لأن المفاعلة إنما تكون من اثنين فصاعداً.
وأما توجيهه صلى الله عليه وسلم بردائه إلى صفوان فإنه أمر كانت العرب تفعله في الجاهلية، كان أحدهم إذا أراد إجارة رجل، أو تأنيسه، أو أن يعلم أنه في كنفه ألقى عليه رداءه، أو ثوباً من ثيابه؛ ولذلك قال أبو خراش: