وفيه وجه آخر: وهو: أن العرب قد تستعمل "ما" لمن يعقل، كقوله تعالى:{فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}، وقد حكي عن العرب:"سبحان ما سبح الرعد بحمده"، فيكون التقدير على هذا: ثم يعودون لمن قالوا فيه الظهار، أي: لوطئه أو إمساكه على ما تقدم من الحذف، فيصبح تأويل الآية على أساليب كلام العرب، وأيده حديث أوس فلم يرو فيه أحد من الرواة عودة إلى القول، فسقط ما قاله داود. واللام فيما قلناه متعلقة بـ {يَعُودُونَ}. وقال الأخفش: هي متعلقة بالتحرير، وفي الكلام تقديم وتأخير، والمعنى: فعليهم تحرير رقبة للفظهم بالظهار، ثم يعودون للوطء. وقال الزجاج: المعنى: ثم يعودون العودة التي من أجل القول، فلتلك العودة تلزم الكفارة، لا لكل عودة. وقال ثعلب:/ ٦٤/ب المعنى: ثم يعودون لبعض ما قالوا، أي: ما عقدوه على أنفسهم من الحلف. وهذه الأقوال كلها مخالفة لقول داود والفراء؛ على أنه قد روي عن الفراء: أن اللام بمعنى "عن". والمعنى: ثم يرجعون عما قالوا، ويريدون الوطء، وهذا شبيه بما قاله غيره من أن المراد العودة إلى الوطء.