للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العطية التي لا يطلب عليها مكافأة، إذا أدخلت عليها تاء التأنيث كسرت النون، وإذا حذفتها ضممت النون، وهما جميعاً مصدران، وإنما قال الله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} أي: هبة من الله، وفريضة على الأزواج. وقال أبو عبيدة: نحلة، أي: عن طيب نفس منكم، وأما قوله عليه السلام: "أكل ولدك نحلته مثل هذا؟ " فإنه يجوز رفع "كل" لاشتغال الفعل عنه بالضمير، ويجوز نصبه بإضمار فعل يفسره الفعل الظاهر بعده، كأنه قال: أنحلت كل ولد نحلته؟ والاختيار فيه النصب؛ لأن الاستفهام بالفعل أولى، إذا دخل على جملة فيها فعل واسم ما لم يعرض عارض يمنع من ذلك.

- وأما قوله: "فارجعه" [٣٩] فإن "رجع" فعل استعمل متعدياً وغير متعد، فإن أريد به معنى الانصراف جرى مجرى الانصراف في أنه لا يتعدى إلا بحرف جر، كقوله: رجع زيد إلى المدينة، وإن أريد معنى الرد جرى مجرى الرد في التعدي، فتقول: رجعت إليه حقه، قال تعالى- في الذي لا

<<  <  ج: ص:  >  >>