أهلها. ويدل على صحة هذا التأويل قول سلمان الفارسي:"إن الأرض لا تقدس أحداً"، وإنما أراد تطهره من ذنوبه، وإنما يقدسه عمله، فيكون على هذا التأويل: إنما وصف أهل بيت المقدس بذلك في وقت عملوا فيه بطاعة الله تعالى، وكان كثير منهم أنبياء، وسائرهم أتباع الأنبياء، ولعله كان ذلك في وقت أمروا كما أمر المسلمون بالهجرة إلى المدينة، فكان سكناها في ذلك الوقت يقدس أهلها، ويطهرهم من الذنوب.
و"نعما لك": مبالغة من "نعم" وعند بعضهم: "نعمى لك"- بضم النون وسكون العين- ومعناه: مسرة لك وقرة عين.
- وقوله:"إن الأسيفع، أسيفع جهينة" قيل: إن ذلك الرجل كان اسمه الأسيفع، وقال ابن مزين عن ابن وهب، وابن نافع: هو لقب لزمه. وقال أيضاً عن ابن وهب: هو تصغير أسفع؛ وهو الضارب إلى السواد، وقال: إنه وصف بذلك للونه. وقال القتيبي: الأسفع: الذي أصاب خده لون مخالف لسائر لونه من سواد. وقيل: إنه الذي يعلو وجهه حمرة تنحو إلى السواد.
- وقوله:"ادان معرضاً". يقال: إدان فهو مدان: إذا اشترى بالدين، ويقال: دان وادان واستدان، وإذا أعطى بالدين قيل: أدان. وأما المعرض