يدر أحاضر هو أم غائب فقال المطلوب: هأنذا إذاً، أي: الحاضر عندك أنا، وإنما يقع جواباً، أي: أنا في الموضع الذي ألتمس فيه. وإن أردت مزيداً على هذا فاطلبه هناك، وتقدم التعريف بقديد.
- وأما قوله:"كنا أهل ثمة ورمه"[١١] فقيل: كنا أهل حضانته وتربيته. وقيل: أهل قليله وكثيره. وقيل: أهل خيره وشره، والمعنى قريب من السواء؛ لأن الثم في كلام العرب: الرطب، والرم: اليابس. وقد روي بضم الراء والثاء، والأكثر الفتح فيهما. قال أبو عبيد: المحدثون يروونهما بالضم، والوجه عندي الفتح.
قال الشيخ- وفقه الله تعالى-: بضم الثاء والراء ضبطناه، ووقع عند الجياني وغيره: بالفتح فيهما، وعند ابن المرابط: بفتح الراء وضم الثاء. قال أبو عبيد: والثم: إصلاح الشيء وإحكامه. وقال غيره: الثم: الرم. وفي "العين": الرم: الإصلاح، وثممت الشيء: أحكمته.
ومعنى "على عممه": على غاية استوائه وكماله، وتمام شبابه. ورواه أبو عبيد:"عممه" بضم العين والميم وشد الثانية، وكذا لابن المرابط،