و"يهاجر" فعل لا يكون إلا من اثنين فصاعداً، والهجر فعل الواحد، ومنه سمي المهاجرون؛ لأنهم هجروا قومهم وهجرهم قومهم، وقد يستعمل الاهتجار بمعنى المهاجرة، ويقال: اهتجر الرجلان اهتجاراً، كما تقول: اقتتلا اقتتالاً. قال عبد الرحمن بن حسان:
بلينا بهجران ولم أر مثلنا ... من الناس إنسانين يهتجران
- و"الإعراض": أن يميل عنه بوجهه، ويصعر خده ولا يوليه [دبره]، قال:
إذا أبصرتني أعرضت عني ... كأن الشمس من قبلي تدور
و"التدابر"[١٤]. التقاطع، وسمي تدابراً؛ لأن كل إنسان من المتقاطعين يعرض عن صاحبه ويوليه دبره.
- وقوله:"ولا تحسسوا ولا تجسسوا"[١٥]. معناهما متقاربان، ولذلك زعم قوم أنهما سواء، وليسا بسواء في الحقيقة. و"التحسس"- بالحاء-: التسمع لحس الشيء وحركته. و"التجسس"- بالجيم-: تعرف الأخبار