للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[جمعه بين العلم والعمل:]]

وأما جمعه بين العلم والعمل، فقد علمته مفصلًا مِنْ هذا الكتاب، ولكن ليس الخبر كالعيان.

[[برنامجه اليومي:]]

وأما بيان طريقته في تقضي أوقاته، فكان رحمه اللَّه يصلي الصُّبح في أوإئل أمره بغلس في الجامع الحاكم، ثم صار -لعله بعد ولاية القضاء- يصلِّيه وقتَ الإسفار بالمدرسة المنكوتمرية، يجيءُ إليها مِنْ خلوته النَّافذة لمنزل سكنه، فإذا فرغَ مِنَ الصَّلاة، فإن كانت لأحدٍ حاجةٌ كلَّمه، ثم يدخلُ إلى منزله، فيشتغل بأذكار الصَّباح أو بالتِّلاوة، ثم يأخذُ في المطالعة والتَّصنيف إلى وقت صلاة الضُّحى، فيصليها، ثم إن كان بالباب مَنْ يستأذِن للقراءة، ظهر إليهم، فقرأ بعضُهم روايةً وبعضُهم درايةً، واستمر جالسًا معهم إلى قريب الظُّهر، ثم يدخل إلى منزله فيستريح قدر ثُلث ساعة، ثم يقومُ فيصلِّي الظهر داخل بيته، ثم يُطالِع أو يصنِّف إلى بعد أذان العصر بنحو ثلثي ساعة أو أقل أو أكثر، فيظهر حينئذٍ إلى المدرسة، فيجد الطَّلبة وغيرهم في انتظاره، فيصلي بهم العصر، ثم يجلس للإقراء، ويكونُ حينئذٍ مَنْ له تصوُّفٌ قد انتهى، وإن سُبِقَ فيكون بشيءٍ يسير جدًا، وهذا هو الباعثُ له على التَّأخير يسيرًا، قصدًا لعموم النفع، ومراعاةً لخاطر الطَّلبة.

وفي غضون قراءتهم عليه، وكذا في نوْبَةِ الصَّباح، يكتبُ على ما يجتمع عنده مِنَ الفتاوي الحديثية والفقهية، وربما دار بينه وبين الطلبة الكلام في بعضها, ولا ينتهي غالبًا مِنْ هذه الجلسة إلَّا عند الغُروب، فيدخُل إلى منزله، فإن لم يكن صائمًا تعشَّى، وإلا انتظر الأذان، فيأكل ثم يصلِّي، ويتنفَّل أو يطالع إلى أن يسمع العشاء، فيقوم إلى المدرسة، فيجد جَمعًا مِنْ الطلبة أيضًا في انتظاره، فيصلِّي ركعتين، ثم يجلس للقراءة غالبًا، أو للمذاكرة أكثر مِنْ ساعة، ثم يقومُ فيصلِّي العشاء بالجماعة، ثم يدخلُ إلى بيته فيصلي سنة العشاء، فإذا كان رمضانُ وظهر أذان العشاء، أقيمت الصلاة بمجرد ظهوره، وتقدَّم الإِمام المقرَّر للتراويح، وهو في مدة طويلة البدر