ومنهم: العلامة فقيه الشام، التقي أبو بكر ابن قاضي شهبة -وقد كتب لي خطَّه بالإجازة- فوجد بخطه ترجمة لصاحب الترجمة، بظاهر تصنيفه "الدُّرَر" نسخة البرهان العجلوني كما بلغني، افتتحها بقوله: الشيخ الإمام العلامة الحافظ، قاضي القضاة، شهاب الدين أبو العباس. وساق نسبه فخبط فيه، فإنه قال: أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن أحمد بن أبي بكر، وقال: بقية العلماء الأعلام، قاضي القضاة، وصاحب المصنفات التي سارت بها الركبان، إلى أن قال: وكتب الأجزاء والطِّباق بخطّه الحسن، ومهر في الحديث.
إلى أن قال: وتميَّز في الفن، وشيخه -يعني العراقي- موجود، واشتهر صيتُه، وجلس إلى جانب شيخه في حال إملائه، ومهر في الفنون، لكن غلب عليه فنُّ الحديث، فانتهت إليه معرفتُه بهذا الشأن، وصار إمام زمانه فيه بعد وفاة شيخه، وتصدَّى لنفع النَّاس، ودرَّس وأفتى، وولي المناصبَ الكبارَ والتداريس بعدَّة أماكن بالقاهرة. وتصدَّى للتَّصنيف، فصنَّف الكثير. ومصنفاته تزيد على المائة، من أجلِّها "شرحه على البخاري"، لم يصنَّف مثلُه، ولا على منواله. وله "ديوان شعر". وهو إمام الأدباء في زمانه.
إلى أن قال: وله "معجم كبير" فيه فوائد. ورحل إليه الطلبةُ من الآفاق. وبالجملة فهو إمام زمانه، وحافُظ وقته وأوانه، وعنده مِنَ الذَّكاء والفِطنة، وصفاء القريحة ما تَحيَّر فيه الأبصار.
[[برهان الدين بن خضر]]
ومنهم: شيخنا العلامة المفنَّن برهان الدين بن خضر -رحمه اللَّه- فقرأت بخطه في غير ما موضع: حافظ العصر على الإطلاق، وخاتمة علماء السنة إلى يوم التلاق. أدام اللَّه بهجته، وحرس للأنام مهجته.