للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما شئتَ فإنَّك ميِّتٌ، وأحبب مِنْ شئت (١) فإنَّك مفارِقُه، واعمل ما شئت فإنك مَجْزِيٌّ به. ثم قال: يا محمد، شَرَفُ المؤمن قيام الليل، وعِزُّه استغناؤُه عَنِ النَّاس". وقال: صحيح الإسناد. كذا قال: ولم يتعقَّبه الذهبي، فغفَل عنه، فإنَّ سنده ضعيف، واللَّه أعلم.

ومنها أنه سئل عن كيفية الخطوة الواحدة وهيئتها التي ذكر الفقها أنَّها إذا توالت ثلاثًا أبطلتِ الصلاة هل هي مجرد نقلِ القدم الواحد مِنْ محلٍّ لمحلٍّ آخر، إما أمامه أو خلفه أو عن يمينه أو شماله، أو هي نقل كلا القدمين واحدةً بعد أخرى، وتُعَدُّ هذه خطوةً واحدةً؟

وعن قوله تعالى {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: ٣٩]، هل الولد مِنْ سَعْي أبويه، ويدخل في الآية الشريفة، أو هو مختَصٌّ بالأب دون الأم، أم كَيف الحال؟ وإذا كان الأمرُ كما ذكر ولا ينفع الإنسان إلا ما كان مِنْ سعيه، فما قولُكم في صدقة الأجنبيِّ ودعائه وفعلِه الخيرَ عَنِ الميّت.

[[هيئة الخطوة المفسدة للصلاة]]

فأجاب: أما الخطوة الواحدة، فحقيقتُها نقلُ القدم مِنْ مكانها إلى مكانٍ آخر، ثم نقل القدم الأخرى إلى محاذاة أختها، ولا تُشْتَرَطُ المحاذاةُ، بل لو انتقلت إلى دون الأخرى أو فوقها لم تخرُج عَنْ كونها خطوةً، إلا إذا أراد النقلَ إلى ما يسمَّى خطوة، فإنها تصير خطوتين.

[[تفسير قوله تعالي: وأن ليس للإنسان إلا ما سعى]]

وأما تفسير الآية، فاختلفوا فيه على أقوال:

أحدها: أن الحكم المذكورَ منسوخٌ، والناسخ قوله تعالى في الذين آمنوا {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الطور: ٢١].


(١) في (ب): "أحببت".