للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَنْ قام يهدي له مِنْ نظمه أدبًا ... فذاك مثلي قليلُ العقل غلطانُ

إذ نظمُه الدُّرُّ في نفعٍ وفي قيَمٍ ... ونظمُنا عند ذاك الدُّرِّ مرجانُ

قد فجَّر اللَّه هذا العلمَ مِنْ حَجَرٍ ... وإنَّ منها لمَا مجراه هتَّانُ

أعزَّه اللَّه في حِلِّ وفي حرمٍ ... وحَفَّهُ بالرِّضا بيتٌ وأركانُ

فاللَّه يُبقيه نفعًا للأنام ولا ... يسوءُ طلعتَه في الدهر خُذلانُ

مولاي هذا قصيدٌ في مدائحكم ... إن أنشدت فجميعُ الخلقِ آذانُ

تُصغي بفهم معاني عندها فُتِنَت ... وأحسنُ الشِّعرِ للألباب فتانُ

بعضُ الورى شاعرٌ فاسمع مدائِحَه ... وبعضُهم -مثل ما قد قيل- وزَّانُ

فاقبل بفضلِك تَجْبُر قلبَ ناظِمها ... يا مَنْ به انتفعت صَحْبٌ وغلمانُ

يهنيكَ شهرُ صيامٍ لا يزال به ... لكمْ حديثٌ وأذكارٌ وقُرآنُ

فعش لأمثاله (١) في الدهر يا علمًا ... أيامُه الرِّبحُ ما فيهنَّ خُسرانُ

ما زال فضل شُهابِ الدِّين مكتسَبًا ... فكم به انْجبَرْت عُونٌ وإخوانُ

باللَّه لا تنسني وانظُر بعينك لي ... حاشاك عن (٢) خادمٍ يُلهيك نسيانُ

إنَّ الصنائع في عُرْبٍ وفي عجمٍ ... ودائعُ والرَّفيعُ القدر تعبانُ

مَنْ (٣) كان رأسًا فقد حلَّ الصُّداعُ به ... لكن لك الأجرُ إذ مولاك رحمانُ

[[المرشدي]]

ومنهم: الإِمام أبو الوقت عبد الأول المرشدي.

فأنشدني لنفسه ما كتب به لصاحب الترجمة، وكنتُ حاضرًا.

يا سيّدي وإمامَ الناس كلِّهم ... وحافظَ السُّنَّة الغَرَّا على الأممِ


(١) في (أ، ب): "لأمثالها".
(٢) في (ط): "من".
(٣) في (أ): "ما".